إدارة المخاطر و دورها في تفعيل الحوكمة

إدارة المخاطر و دورها في تفعيل الحوكمة 


1- تعريف إدارة المخاطر: رغم أن نشاطات الأعمال تتعرض للمخاطر، فان الدراسات الرسمية لإدارة المخاطر قد بدأت في أواخر النصف الثاني من القرن العشرين إدارة المخاطر فقد عرفت من طرف معهد إدارة (IRM) على أنها " الجزء الأساسي في الإدارة الإستراتيجية لأي مؤسسة فهي الإجراءات التي تتبعها المؤسسات بشكل منظم لمواجهة الأخطار المصاحبة لأنشطتها، بهدف تحقيق المزايا المستدامة من كل نشاط ومن محفظة كل نشاط.
بالإضافة إلى تعريفها على أنها : " جزء من ثقافة المؤسسة ، فهي هيكل من الإجراءات والعمليات التي تدار من أجل مواجهة الفرص والتهديدات ودراسة الآثار المترتبة عنها.
كما عرفت كذلك على أنها " منهج أو مدخل علمي للتعامل مع المخاطر عن طريق توقع الخسائر العارضة أو المحتملة ، وتصميم وتنفيذ إجراءات من شانها  أن تقـلل إمكانية حدوث الخسارة أو الأثر المالي للخسائر التي تقع إلى الحد الأدنى  فالعناصر الأساسية لإدارة المخاطر تضم تعيين مختلف حالات التعرض للمخاطر وقياسها ومتابعتها وإدارتها .
2- منهج إدارة المخاطر: إدارة المخاطر عبارة عن عملية منطقية و منهجية تطبق أساليب وإجراءات وهذا فيما يخص:
- إنشاء نطاق إدارة المخاطر.
- تحديد، التعرف، التحليل، التقييم والمعالجة للمخاطر المرتبطة بأي نشاط، عملية، وظيفة، مشروع منتح، خدمة، أصل داخل المؤسسة.
- المتابعة و المراجعة لإدارة المخاطر.
- الاتصال و التشاور في جميع مراحل عملية إدارة المخاطر مع التسجيل و الإبلاغ- التقارير – على النحو المناسب.
ويمكن توضيح منهج عمل إدارة المخاطر في الشكل التالي:
Description : capture-20141230-020538.png
الشكل رقم (01) :منهج عمل إدارة المخاطر

أ/ مراحل إدارة المخاطر  (Risk Management Process) :
* إنشاء نطاق إدارة المخاطر ( Establishing The Context) :
هي عبارة عن المحددات والاعتبارات الداخلية والخارجية التي تؤخذ بعين الاعتبار في بناء سياسة إدارة المخاطر وتتمثل في:
- الاعتبارات الداخلية: عبارة عن البيئة الداخلية للمؤسسة والتي عن طريقها تسعى لتحقيق أهدافها.
- الاعتبارات الخارجية: ومن أمثلتها القوانين والأنظمة ، الثقافة السائدة في البلد والنظام الاقتصادي المعمول به .... الخ
*فحص المخاطر (Risk Assessment) :
- التعرف على المخاطر  (Risk Identificatin ) : على المؤسسة التعرف على مصادر المخاطر ومناطقه والآثار المترتبة
عنه، الهدف من هذه الخطوة هو توليد قائمة شاملة للمخاطر التي قد تؤدي تحسين، منع، تخفيض أو حتى إزالة هدف أو أهداف المؤسسة من التحقيق.
ومن أدوات التعرف على المخاطر نجد السجلات الداخلية، استقصاءات تحليل المخاطر، خرائط تدفق العليات ، تحليل القوائم المالية، عمليات معاينة المؤسسة، المقابلة الشخصية.. الخ ، ويمكن لهذه الأدوات مقترنة بالخيال الإبداعي والفهم الوافي لعمليات المؤسسة أن يساعد في ضمان عدم تجاهل المخاطر الهامة.
- تحليل المخاطر (Risk Analysis ) : بعد أن يتم التعرف على المخاطر، يجب أن يتم قياس الحجم المحتمل للخسارة
واحتمال حدوث تلك الخسارة ثم ترتيب أولويات إلى مخاطر حرجة ، هامة و غيرها.
- تقييم المخاطر (Risk Evaluation) :  عندما يتم الانتهاء من عملية تحليل المخاطر، فانه من، الضروري إجراء مقارنة بين تقدير المخاطر ومقاييس المخاطر التي تم إعدادها من طرف المؤسسة مقاييس المخاطر قد تتضمن العوائد والتكاليف ذات العلاقة، والمتطلبات القانونية والعوامل الاجتماعية و الاقتصادية والبيئية، واهتمامات أصحاب المصالح.. الخ ، لذلك يستخدم تقييم المخاطر لاتخاذ قرارات اتجاه المخاطر ذات أهمية بالنسبة للمؤسسة ، وفيما إذا كانت المخاطر يجب قبولها
ومعالجتها.
 - معالجة المخاطر (Risk Treatment ) : تتمثل هذه الخطوة في دراسة التقنيات التي ينبغي استخدامها للتعامل مع كل مخاطرة، فهي المرحلة التي يحدد فيها اتخاذ قرار بشأن المخاطر، ومن بين هذه التقنيات نجد التحاشي، الخفض،الاحتفاظ والتحويل، وعند محاولة تقرير ماهية التقنيات الواجب استخدامها للتعامل مع مخاطرة معينة، تدرس حجم الخسارة المحتملة ومدى احتمال حدوثها والموارد التي ستكون متاحة لتعويض الخسارة حال حدوثها عند استعمال تقنية ما، أي إجراء تقييم للعوائد والتكاليف المرتبطة بكل منهج ثم - على أساس أفضل المعلومات المتاحة والاسترشاد بسياسة إدارة المخاطر بالمؤسسة - يتم اتخاذ القرار.
ب- المتابعة و المراجعة (Monitoring And Review ) : فعلى إدارة المخاطر القيام بالمراجعة والمتابعة للتأكد من التعرف
على المخاطر وفحصها وأن إجراءات التحكم في المخاطر ملائمة و قد تم اتخاذها، كما يجب إجراء مراجعة دورية للسياسات ومستويات التوافق مع القوانين ومراجعة معايير الأداء لتحديد فرص التطوير فما يجب التذكر أن المؤسسة ذات ديناميكية وتعمل في بيئة ديناميكية ومتغيرة لذلك يجب التعرف على التغيرات الحاصلة في المؤسسة وعلى البيئة التي تعمل فيها وأنه تم عمل التعديلات الملائمة كما يجب أن تحدد عملية المراجعة والمتابعة ما يلي:
- ألإجراءات المتبعة قد أعطت النتائج المخطط لها.
- الإجراءات المتبعة والمعلومات التي تم جمعها بغرض فحص الأخطاء كانت ملائمة.
- التطوير المعرفي قد ساعد في الوصول إلى قرارات أفضل وتحديد الدروس المستفادة لفحص وإدارة المخاطر مستقبلا.
ج- الاتصال و التشاور (Communication and Consultation ) : يتم الاتصال والتشاور مع أصحاب المصالح  الداخلية والخارجية ما أمكن ذلك، وهذا في جميع مراحل إدارة المخاطر كما يجب وضع خطة مبكرة لهذا الغرض تتضمن الإبلاغ عن المواضيع المتعلقة بإدارة المخاطر والإجراءات المتبعة في ذلك، وهذا من أجل فهم أصحاب المصالح الأسس المعتمدة في ذلك.
بالإضافة إلى القيام بكتابة تقارير مستمرة من طرف إدارة المخاطر، المراجع الخارجي والمراجع الداخلي مبنية على  النزاهة
والوضوح وأن تكون مدعمة بالأدلة اللازمة ترسل إلى مجلس الإدارة ، الإدارة العليا، المساهمين وكل من له مصلح.
3- أثر مراجعة إدارة المخاطر على حوكمة الشركات:
تقوم المراجعة الداخلية بإضافة قيمة للمؤسسة و العمل على تحقيق أهدافها من خلال تقديم تأكيد معقول على أن مخاطر المؤسسة تدار بفاعلية وكذا من خلال التحسينات التي تقدمها في مجال إدارة المخاطر فوظيفة المراجعة الداخلية قد اتسع نطاقها من دورها التقليدي وهو المراجعة المالية إلى المراجعة الإدارية ثم إلى التركيز على إضافة قيمة للمؤسسة متمثلة في مراجعة إدارة المخاطر وتطبيق مدخل المراجعة على أساس المخاطر  (Risk Based Audit)  وهذا ما يؤدي إلى طمأنة المساهمين والأطراف الأخرى صاحبة المصلحة على أن المخاطر التي تواجه مصالحهم مفهومة من جانب ممثليهم وأن الإدارة تقوم بالتصدي لها بشكل منهجي منظم.
نشاهد المراجعة الداخلية يجب أن يساعد المنظمة على تحديد وتقييم المخاطر الهامة التي يتعرض لها، وأن يساعد في تحسين إدارة المخاطر و نظم السيطرة عليها كما يجب أن يتم من قبل المراجعة الداخلية و تقييم لعملية الحوكمة بالمصرف.


شكرا لك ولمرورك