لوحة القيادة


المبحث الثالث :لوحة القيادة
المطلب الاول   :تعريف  لوحة القيادة وخصائصها
اولا-تعريف لوحة القيادة .
مثل ما هو عليه الحال في عملية قيادة السيارة و التي تستوجب وجود لوحة قيادة تزود السائق
بالمعلومات الضرورية للتحكم بها كمستوى البنزين و السرعة الحالية و حالة الفرامل ...، فإن هناك
لوحة القيادة الخاصة بعملية التسيير و المتمثلة في مجموعة من المؤشرات التي تزود المسؤول
بالمعلومات المفيدة والفورية من أجل قيادة المؤسسة أو الوحدة التي تخصه نحو تحقيق أهدافها.


ويعرف Alazard.C ، Sépari. S لوحة القيادة على أنها ″ مجموعة من المؤشرات المرتبة في
نظام خاضع لمتابعة فريق عمل أو مسؤول ما للمساعدة على اتخاذ القرارات و التنسيق والرقابة
على عمليات القسم المعني ، كما تعتبر أداة اتصال تسمح لمراقبي التسيير بلفت انتباه المسؤول إلى
النقاط الأساسية في إدارته بغرض تحسينها.[12]
ويضيف Yves jean Saulou أن لوحة القيادة هي عرض لأهم المعلومات التي يحتاجه
المسؤول، والتي تسمح بإظهار الانحرافات الناتجة عن سوء التسيير،كما تعتبر أداة تنبؤ تسمح بتقدير
التطورات المتوقعة لاقتناص الفرص وتخفيض نسبة الخطر.
ومن خلال ما سبق يمكن تعريف لوحة القيادة على أنها تمثيل مبسط وملخص لأهم المؤشرات
والمعلومات التي يحتاجها المسؤول من أجل التحكم الجيد في سير العمليات اليومي.
ثانيا- خصائص لوحة القيادة
ومن بين أهم خصائص لوحات القيادة توجد [13]:
لكل مسؤول عملي لوحة القيادة الخاصة به والتي تتناسب مع طبيعة نشاطه.
يركز فيها على أهم النقاط التي تسمح بمتابعة أداء المسؤول، والتي تعكس الإستراتيجية المتبعة.
يعبر عنها بلغة مشتركة تسمح لجميع أعضاء الفريق بالتحاور حول نتائج أدائهم.
تسمح بكشف الخلل والتعديل فيها لمطابقة احتياجات المسؤولين.
تسمح بتحديد الإجراءات التصحيحية في الوقت المناسب.


إضافة إلى أن المعلومات التي تقدمها لوحة القيادة:
تكون قليلة العدد.
تكون مطابقة لاحتياجات المسؤول المعني.
تحتوى علي قيم مالية وغير مالية.
يتم تحصيلها بسرعة مع القدرة على تحديد مصدرها.
تكون واضحة وسهلة الشرح.
يتم تمثيلها بشكل فعال (بيانات..) ،للفت انتباه المعنيين).
يتم إعدادها بشكل دوري حسب احتياجات المسؤولين ولمواكبة التغيرات سواء الداخلية أو الخارجية.

المطلب الثاني   - الوظائف الأساسية  للوحة القيادة و أهدافها   :
أولا-الوظائف الأساسية للوحات القيادة
تتميز لوحات القيادة بقدرتها على القيام بعدة وظائف أساسية في المؤسسة منها [14]:
·       أداةلقياسالأداءوالمساعدةفياتخاذالقرارات :
·       أداة لقياس الأداء والمساعدة في اتخاذ القرارات :
تسمح لوحات القيادة بإظهار النتائج المالية (رقم الأعمال، الهوامش...) والنتائج غير المالية كذلك
(عدد الوحدات المنتجة ،...) ومقارنتها بالأهداف المحددة، مما يسمح بقياس أداء المسؤولين. ومقارنة
بالأنظمة المحاسبية التقليدية فإن لوحات القيادة تساعد المسؤولين على التأكد من الاستعمال الأمثل
والفعال للموارد، من خلال انفرادها بالقدرة علي قياس التكاليف الخفية كالتكاليف الناتجة عن غياب
العمال وتدني جودة المنتوجات ...، وغيرها من التكاليف التي يصعب حسابها و تحديدها باستعمال
الأدوات المحاسبية التقليدية.
·       أداة حوار واتصال :
تسمح لوحات القيادة بعملية الحوار بين مختلف المستويات الإدارية في المؤسسة، فمن خلالها يستطيع
كل مسؤول أن يعلق على نتائجه ويشرح أسباب الانحرافات والإجراءات التي اتخذها، كما يمكن لأي
مسؤول أن يحصل على التوجيهات التي تساعده في إدارة عملياته.
ويجب على الإدارة العليا تحقيق التنسيق فيما بين الإجراءات التصحيحية المتخذة على مستوى مراكز
المسؤولية، والتركيز على تحسين الأداء الإجمالي للمؤسسة بدلا من التعظيم الجزئي، (يمكن أن يتم اتخاذ

إجراء تصحيحي مفيد ومناسب لمركز مسؤولية ما، إلا أنه قد يعود بالضرر على أداء المؤسسة ككل، لذا
يجب الانتباه إلى هذه النقطة). ففي بعض الحالات يكون من الأجدر مراجعة الأهداف المبدئية، ولا يتم
ذلك إلا بواسطة دراسات منتظمة ( مرتين في السنة)، مما يسمح للمسؤولين على جميع المستويات
بالتواصل فيما بينهم وبين الإدارة العليا و التفاوض على أهداف جديدة.
·        أداة للتحفيز ولتنمية مهارات المسؤولين :
تعتبر لوحة القيادة مرآة تعكس أداء المسؤولين وتظهر قابليتهم على رفع التحديات التي واجهوها، فلوحة القيادة توّلد لديهم شعورا بالتقدم نحو تحقيق الأهداف و تحفزهم لذلك، كما أن التحسيس المستمر بالنقاط الأساسية في عملية التسيير والقيام بعمليات التفكير و التحليل لإيجاد أفضل الحلول والاطلاع على المشاكل التي واجهها المسؤولين في الأقسام المختلفة من المؤسسة؛ كل هذا ينمي مهارات وقدرات المسؤولين ويمنحهم القدرة على اتخاذ القرارات والتواصل مع الأعضاء في المؤسسة بغرض تحفيزهم ودفعهم نحو تحقيق أداء أفضل، لذا يمكن القول أن لوحة القيادة تساهم بشكل كبير في تطوير ثقافة التسيير بالمؤسسة.
.
·        أداة مراقبة و مقارنة: تسمح لوحة القيادة بالمراقبة المستمرة للإنجازات مقارنة بالأهداف المحددة في إطار عملية وضع الميزانية. كما أنها تلفت الانتباه إلى النقاط الأساسية في عملية التسيير و انحرافاتها المحتملة مقارنة بمعايير الأداء المتوقع.
بالإضافة إلى هذه الوظائف الأساسية يمكن ذكر بعض الوظائف الأخرى منها[15]:
·         لوحة القيادة كوسيلة تنبؤ: تساعد لوحة القيادة بالتنبؤ بالحالة المستقبلية وذلك بناءا على استقراء الماضي ودراسة الحاضر للولوج في المستقبل وبمعنى آخر فإن لوحة القيادة لا تقدم فقط الوضعية الحالية والماضية، وإنما الوضعية المراد بلوغها مستقبلا انطلاقا من دراسة وملاحظة اتجاهات مكونات لوحة القيادة، التي نعبر عليها بالأهداف لذلك يمكن القول أن لوحة القيادة تسمح بزيادة نسبة التأكد من المستقبل بالنسبة للمسير في ظل بيئة ديناميكية تتميز بعدم التأكد ( الحصول على مستقبل بقليل من الشكوك
·       لوحة القيادة كوسيلة إعلام : يمكن استعمال لوحة القيادة في بعض الحالات لإعلام المشرفين على المؤسسة بمستويات الأداء المحققة على مستوى كل مصلحة ومجموع المؤسسة، لكن مع الحذر أن يكون لهذا الدور الانعكاس السلبي في حدوث صرا عات تنظيمية تؤثر على الأهداف المسطرة من قبل المؤسسة.  
·         لوحة القيادة كوسيلة تشخيص : تثير لوحة القيادة الانتباه نحو الظواهر غير الطبيعية التي تواجه عملية تحقيق الأهداف. ومنه قيام المشرفين على المؤسسة لمعرفة أسباب الانحرافات وتصور العمليات التصحيحية الممكنة، ومدى تأثيرها على النتائج كذلك تسمح لوحة القيادة بالكشف من نقاط الضعف في الجانب التنظيمي للمؤسسة كالتداخل الوظيفي أو تحديد غير دقيق للمسؤوليات وما إلى ذلك من عيوب تنظيمية تنعكس على تحقيق الأهداف.
2-2 أهداف لوحة القيادة  :
لوحة القيادة الجيدة هي اللوحة التي تبنى وتكون لها مجموعة من الأهداف الأساسية وضعت
من أجلها نذكر منها[16]:
- معرفة وضعية المؤسسة في كل وقت.
- متابعة تحقيق الأهداف المسطرة.
- تصحيح الانحرافات بين الأهداف و النتائج.
- توجيه المؤسسة و المساعدة في اتخاذ القرارات.
- الحوار بين مختلف المستويات التنظيمية.
بالإضافة إلى هذه الأهداف نجد:
- لفت انتباه متخذي القرار على الجوانب المهمة في تلك المرحلة أو في ذلك الوقت.
- جعل متخذي القرار يفكرون بطريقة سليمة في مختلف مشاكل المؤسسة.
ــ لضمان أن إجراءات و قواعد العمل جد مفهومة و محترمة من طرف مختلف الأعوان في المؤسسة.
 _   يسمح لمختلف المسؤولين و فرق العمل من قياس تطور أدائهم الجماعي بطريقة موضوعية.
  _  يسمح للمسؤل من توجيه اهتمام فرق عمله و إشراكهم في بعض القرارات.
  _ يقدم لمتخذي القرار أهم الاتجاهات الأساسية سواء كانت في الماضي أو في المستقبل .
المطلب الثالث  -مكونات لوحة القيادة
لا يوجد شكل نموذجي للوحات القيادة، بل هناك أشكال مختلفة تتغير حسب:
- حجم المؤسسة.
- المستوى التنظيمي الذي تتواجد به لوحات القيادة.
- خصائص القطاع.
- حاجات المسؤولين.
غير أن هناك نقاطا مشتركة تشترك فيها جميع أنواع لوحات القيادة
أولا-الشكل العام للوحات القيادة
إن أغلب لوحات القيادة الحالية تحتوى على أربع مناطق تظهر في الشكل الموالي..
الشكل رقم 1 : الشكل  العام للوحة القيادة
لوحة القيادة الخاصة بمركز مسؤولية ما

النتائج
الاهداف
الفروقات
الصنف 1:
-المؤشر أ
-المؤشر ب
الصنف 2
المؤشر ن



                                                                                                     
  منطقة المقاييس الاقتصادية                   منطقة  النتائج                         منطقة الاهداف                        الفروقات

1 –منطقة المقاييس الاقتصادية :
توجد فى الجهة اليمني من لوحة القيادة التابعة لمسؤول معين في المؤسسة (منطقة المقياس الاقتصادية)
قائمة من الأصناف وتتمثل عموما في (مراكز مسؤولة، مصالح، ورشات،... )، هذه الأصناف تابعة لهذا المسؤول، و كل صنف يرتبط بالجهة التي فوض لها المسؤول جزءا من صلاحياته وتفاوض معها على تحقيق أهداف معينة، فيمكن أن يتمثل الصنف رقم 1 في إدارة إنتاج، و المسؤول عنها هو مدير الإنتاج، وهذا الأخير خاضع لسلطة الإدارة العامة. إضافة إلى أن كل صنف يضم مجموعة من المؤشرات و التي تخص دائرة نشاطه (عادة تكون هناك مؤشرات مشتركة)، وهذه المؤشرات تسمح للمسؤول عن المركز بالتركيز على أهم النقاط الأساسية في إدارته.
2-منطقة النتائج الفعلية
إن النتائج المعروضة بهذه المنطقة يمكن أن تكون:
- شهرية (خاصة بشهر واحد ). تراكمية (مجموعة نتائج الشهر منذ بداية السنة).
- شهرية وتراكمية معا.
والمعلومات المتواجدة في لوحة القيادة تربط ب:
-النشاط: ويعبر عنها من خلال وحدات النشاط كعدد الوحدات المنتجة، كمية المواد المستهلكة،
عدد ساعات العمل...، إضافة إلى قيم غير مالية (نوعية) ك: معدل الغياب، حصة السوق..،وغيرها.
-الأداء المالي لمراكز المسؤولية ك:
* لأعباء والتكاليف.
* هوامش ومساهمات المنتوجات.
* النتائج الوسطية (قيمة مضافة، التمويل الذاتي...).
3- منطقة الأهداف
تظهر في هذه المنطقة من لوحة القيادة الأهداف التي حددت لفترة معينة، ويتم استخدام نفس
الأسلوب في عرض الأهداف:
- أهداف شهرية أو تراكمية أو الاثنين معا.
- أهداف تخص النشاط أو الأداء المالي أو الاثنين.
4-منطقة الفروقات
ويتم الحصول على الفروقات بإيجاد الفرق بين الأهداف والنتائج الفعلية، ويعبر عنها بقيم مطلقة أو بنسب مئوية حسب طبيعة المؤشرات، ويتم عرض الفروقات بنفس الطرق السابقة:
- فروفات شهرية أو تراكمية أو الاثنين.
- فروقات تخص النشاط أو فروقات تخص الأداء المالي أو الاثنين معا.
5-مناطق إضافية في لوحة القيادة
في أغلب الأحيان يكون من الأفضل تكملة لوحات القيادة بنقاط أساسية مرجعية منها:
-نتائج الدورة السابقة، لتسمح بعملية مقارنة نتائج الدورة الحالية بالنتائج السابقة.
-نتائج 12 شهرا الماضية (المجوع السنوي المتحرك )، لتفادي تأثير الظواهر الموسمية.
-الهدف المراد تحقيقه في نهاية الدورة: فهو يذكر المسؤولين طوال السنة الجارية بالنقطة المراد الوصول
إليها ( تذكير المسؤول بالتزاماته في تحقيق الأهداف المحددة ).
ثانيا-المؤشرات
تعتبر المؤشرات المكون الرئيسي للوحات القيادة، حيث أن لوحة القيادة هي عرض لأهم المؤشرات
والمعلومات التي تساعد المسؤولين في إدارة عملياتهم ،وبالنسبة لكل مؤشر فإنه يشترط أن يتم عن طريقه توضيح المعلومات الآتية:
- اسم المؤشر :كمعدل غياب العمال، عدد الطلبيات...
- طريقة حساب المؤشر.
- بيان أو كشف بمصادر المعلومات المستخدمة في تحضير هذا المؤشر.
- طريقة عرض المؤشر: رقم، منحى...
- مرجع أو هدف يتم من خلاله مقارنة هذا المؤشر لتحديد المستوى الذي يجب أن يكون عليه
هذا المؤشر.
- المسؤول عن هذا المؤشر: من قام بحسابه ؟ من يراقبه ويتابعه ؟ والجهة التي حضر لأجلها.
- تحديد فترة تحضير المؤشر.
- تحديد طرق المتابعة ، كأن يرفق المؤشر بالخانات التالية ( الأهداف، نتائج السنة القادمة...).
_   الوظائف الأساسية للمؤشرات :
 هناك وظائف عديدة للمؤشرات أهمها:
- متابعة العمليات و النشاطات.
- تقييم العمليات.
- تشخيص وضع ما، مشكل....،
- التنبيه ومراقبة التغيرات و المحيط الذي تعيش فيه المؤسسة

شكرا لك ولمرورك